“فيس بوك تستحوذ على تطبيق واتس آب مقابل 19 مليار دولار”
خبر طالعته منذ قليل يحمل هذا العنوان، فالعديد من صفقات الاستحواذ من ذوات التسعة اصفار نطالعها يومياً منذ فترة ليست بالقليلة، فالشركات الكبرى تطمع في المشاريع الصغيرة والتي ترى بعين الخبير أنه بالتوظيف الصحيح لهذه المشاريع سوف تضيف إليها الكثير. الأمر ليس متعلقا فقط بالمشاريع الصغيرة، بل توجد شركات كبيرة في أوج نجاحها وتفضل العمل تحت لواء شركة أخرى بعد استلام المقابل المادي المناسب، وبالطبع ستضيف أيضاً الكثير للشركة صاحبة عرض الاستحواذ، ولكن يختلف مفهوم هذا “الكثير” من شركة إلى أخرى، وأيضاً من شخص إلى أخر، ولنا هنا وقفة.
ماذا برأيك ستضيفه عروض الاستحواذ للشركات التقنية الكبيرة؟ أهي مجرد وسيلة لزيادة الأرباح كما هو الظاهر؟ أم أن هناك أغراض اخرى خفية؟ تعالوا نلقى الضوء سريعـاً على بعض عروض الاستحواذ، ونرى بعين المنطق أي الاحتمالات أقرب إلى الصواب !
جوجل، فيس بوك، وأشياء أخرى…
احدى كبريات الشركات المشهورة بعروض الاستحواذ هي Google، وهي لا ريب من أكبر شركات التقنية في العالم، وقامت بالعديد من هذه الصفقات على مدار تاريخها الطويل، ومن أشهر عروض الاستحواذ الناجحة من قبل الشركة استحواذها على نظام تشغيل الهواتف الذكية Android، وعلى منصة الفيديوهات YouTube، وعلى منصة الصور Picasa.
وبالطبع فإن استحواذها على Android جعلها تدمج معظم خدماتها مع النظام، ومع انتشار النظام واحتلاله المرتبة الأولى بفارق كبير عن اقرب منافسيه من نظم التشغيل الأخرى، نجد أنه لدى جوجل ملف كامل عن مستخدم نظامها، فبياناته الشخصية متوفرة على بروفايله الشخصي – الإجباري في الغالب – على شبكتها الاجتماعية Google+، والصور الشخصية محفوظة على منصة الصور Picasa، والفيديوهات الخاصة به مرفوعة على YouTube، ومحادثاته الكتابية والمسموعة والمرئية على Hangouts، واهتماماته ستكون واضحة عن طريق تحليل مواضيع بحثه على محرك البحث الخاص بالشركة، وموقعه وأماكن تواجده متوفرة على Google Maps، وملاحظاته الشخصية ستتوافر على Keep (والذي اكتب عليه المقال الآن قبل التنقيح والتنسيق) إن كان من مستخدمي التطبيق، وبريده الالكتروني عن طريق Gmail، والمزيد !
إذاً فمن السهل علي جوجل أن تضع تحليلاً لشخصيتك ولنفسيتك أيضاً، وأن تتوقع تصرفاتك وردود أفعالك، فلم تكتفى بلعب دور “السجل المدني”، بل أصبحت أقرب لـ ” أبانا الذي في جهـاز المخابـرات “ بمفهــومه العربي” !
وكل الخوف أن تتحول إلى Skynet أخرى (الشركة صاحبة النظام في فيلم The Terminator)، بعدما اعلنت عن صفقات استحواذها على شركة تصنيع روبوتات عسكرية، وعلى احدى شركات وكالة ناسا الفضائية.
وبالمثل نجد Facebook، أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، وصفقتي استحواذها على منصة الصور الأشهر Instagram، وعلى تطبيق التراسل الأشهر أيضاً Whatsapp، مما يتيح لها التوسع بقاعدتها الجماهيرية، فالغالبية العظمى منا – للأسف – مدمنون للتواجد على هذه الشبكة بشكل أو بآخر...
ومن خلال بروفايلك الشخصي هناك والذي يحتوى على كل ما يمت بصلة لحياتك الشخصية من معلومات وأفكار وآراء صور وفيديوهات بالإضافة إلى محادثاتك عن طريق رسائل الموقع أو عن طريق سيرفرات Whatsapp الذي انتقل تحت رايتهم، فلا نجد أن الموضوع يختلف كثيراً عن جوجل.
هل نتحدث أيضاً عن مايكروسوفت؟ أم عن آبل؟ أم تفضل سامسونج؟ أو حتى ياهو؟..أسماء كثيرة في مجالها ولكنها معدودة على مستوى العالم، أسماء شركات اصبحت لها قوة الدولة ذاتها، بل اقوى إن شئنا الدقة.فمثلا شركة غوغل تفوق مداخلها في السنة مداخل بعض الدول العربية بـ5 اضعاف
شركات اصبحت تمتلك ناصية العالم بطريقة غير مباشرة، والعالم يقدم فروض الولاء والطاعة عن طيب خاطر!
هل لازلت الان تعتقد أن هذه الشركات تسعى بصفقاتها هذه إلي جلب المزيد من الأموال فقط؟ أم إنها تسعى لتمتلك ناصية حياتك الرقمية؟ أم نحذف كلمة “الرقمية” من الاختيار السابق؟ لن اجيب أنا على هذا السؤال وسأترك الإجابة لعقلك!
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك